استراتيجية" التعاقد " في تدريس مقرر الحفظ و التلاوة مفهوم التعلم بالتعاقد

استراتيجية" التعاقد " في تدريس مقرر الحفظ و التلاوة مفهوم التعلم بالتعاقد

إستراتيجية أو صيغة تدريسية تحمل الطالب مسئولية تعلمه وأنماطها، ومن ثم اتخاذ قرار بشأنها، وذلك بمساعدة المعلم.

الفكرة!!

وتقوم فكرة التعلم بالتعاقد على صيغة  التفاوض بمساعدة المعلم، ويحرر به عقد أو وثيقة مكتوبة يوضح فيها أبعاد الاتفاق بدقة بين المعلم والطالب بحيث يلتزم الطرفان 

بعناصر هذا الاتفاق في أثناء المرور بالخبرة التعليمية ..

 

تطبيق إستراتيجية التعاقد في تدريس الحفظ و التلاوة:

من واقع الميدان و التجربة يجد المعلمين صعوبة بالغة في رصد استجابة الطلبة في حفظ مقرر ( الحفظ و التلاوة) وذلك يرجع إلى عدة عوامل منها ما يعود للمعلم , وبعضها للمنهج, و البعض الآخر يخص المتعلم نفسه.

ولسنا في هذا الصدد مناقشة هذه العوامل .

ولكن يمكن تنزيل وتكيف هذه الإستراتيجية التعلمية في زيادة دافعية الطلاب في الحفظ و تعلم التلاوة المجودة الصحيحة, وذلك عن طريق رفع حس المسؤولية لدي الطلاب و إلزامهم بما ألزموا به أنفسهم وتحمل عواقب الإخلال بما تعاقدوا عليه .

التفاوض:

عملية يشترك فيها المعلم والمتعلم لتحديد صيغة ملزمة للطرفين (المعلم والمتعلم) وصولاً لتحقيق أهداف تعليمية محددة.

   حيث يشرك المعلم طلابه في الاتفاق على صيغة العقد , و الأمور الملزمة لكلا الطرفين في حال الوفاء بالعقد أو الإخلال به.

العقد:

التزام نصي مكتوب، بناء على اتفاق مشترك بين المعلم والمتعلم، يضم: الأهداف، المحتوى، الأنشطة، طرائق التدريس، مصادر التعلم، أساليب التقييم، الشروط الجزائية

 ويمكن كتابة نص العقد  في تدريس التلاوة  كالتالي:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنه في يوم ......... الموافق:...../ ...../ ....20م تم الاتفاق بين كل من:

1-  المعلم: ..............معلم مادة التربية الإسلامية في الصف: .../...

2-  الطالبـ - ـة : ...... طالبـ - ـة  في الصف...... شعبة: .....

..............................................................................

بنود العقد

 بموجب هذا العقد تم الاتفاق بين الطرفين على التالي:

على الطرف الثاني ( المتعلم ) حفظ سورة .....

1-  في مدة زمنية  أقصاها : ......... على أن يكون الحفظ متقنا و مجودا . السير على خطة الحفظ المتبعة.

2-  التسميع المستمر.

وعلى الطرف الأول ( المعلم) تدريس الطرف الثاني الآيات وتلقينه السورة بطريقة صحيحة, وعليه متابعة و ملاحظة  أداء الطرف الثاني و مده بالتغذية الراجعة باستمرار.

على أن يتم التقييم الطرف الثاني  بصورة مستمرة من خلال التسميع الشفوي و الكتابي.

كما يلزم من الطرف الأول تنويع الأساليب التدريسية و التقويم.

................................................................................

الشروط الجزائية:

متعلقة بالطرف الأول ( المعلم)

في حال أخل المعلم بمهمته أو قصر في أداء واجبه فإنه يتحمل المسؤولية الأخلاقية و القانونية التي نصت عليها القوانين .

وعليه التعويض على الطرف الثاني بما يراه الطرفين مناسباً.

ويجب عليه تعزيز الطالب المجيد و الملتزم بما يتناسب من وسائل التعزيز المادي و المعنوي.

شروط  الجزائية المتعلقة بالطرف الثاني ( المتعلم)

في حال أخل الطرف الثاني ( الطالب) بالمهام الملقاة على عاتقه من حفظ السورة و تلاوتها وتعلم أحكام التجويد و التسميع المستمر فإنه يتحمل مسؤولية تقصيره و يتخذ بحقه مجموعة من الإجراءات :

1-  النصح ولإرشاد

2-  التوبيخ

3-  إعلام الأخصائي الاجتماعي

4-  استدعاء ولي الأمر

5-  العقوبة المناسبة التي يرتئيها المعلم بالاتفاق مع إدارة المدرسة.

...........................................................................

موافقة ولي الأمر.......... توقيع الطرف الأول......   توقيع الطرف الثاني....

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خصائص تدريس مقرر التلاوة و الحفظ  بإستراتيجية التعاقد

1 – الإلزامية :

حيث يتحمل فيها الطالب أعباء تعلمه، وتلزمه بتحقيق الأهداف التي يسعى لتحقيقها، وهذا الإلزام في إطار من الحرية في اختيار المواد والوسائل والطريقة التي يحب أن يتعلم بها، كما أنها إلزامية للمعلم من حيث وجوب تقديم المساعدة والمواد والوسائل التي يتعلم الطالب من خلالها.

 بحيث يكون الطالب ملزم  بحفظ السورة المقررة حفظا متقنا وتلاوة الآيات بصورة صحيحة و مجودة . وإلا يتحمل عواقب إهماله

وله الحرية في اختيار الوسيلة التي تعينه على تحقيق هذا الهدف

كما يلزم من المعلم تقديم العون و المساعدة للطالب و توجيهه للوسائل التي قد تعين الطالب في حفظ السورة .

2  -  وضوح الأدوار:

فهذه الإستراتيجية تحدد ملامح عمل كل من الطالب والمعلم بدقة، وأدوار كل منهما في سبيل تحقيق الأهداف المنشودة، وهو ما يتضح بدقة من خلال العقد المبرم بين الطرفين، وبذا يكون التعلم بالتعاقد من صيغ التعليم التي لا تهمل دور المعلم بل تزيده فاعلية، وتوجهه إلى الوجهة التي تحقق له ولطلابه الاستقلالية في التعلم

 تتضح ادوار الطرفين من خلال العقد المبرم بين المعلم و المتعلم.

3  -  تنوع مصادر التعلم وطرقه وأساليبه:

فهذه الاستراتيجية تعتمد على إطلاق حرية الطالب في اختيار ما يراه مناسبًا له من مصادر التعلم وأساليب التعلم وطرائق التدريس لتحقيق الأهداف التعليمية المرجوة، ولذا فإن تنوع هذه المصادر والطرق والأساليب والوسائل ضرورية لإتاحة بدائل أمام الطالب للاختيار والتفاوض حولها.

 

لكسر الجمود و ركود المادة على المعلم أن يبدع و يبتكر في تنويع الوسائل التعليمية و طرائق التدريس المختلفة أثناء الحصة

الوسائل	أما الاستراتيجيات
·        الكتاب المدرسي ·        المصحف ·        المسجل ·        البرامج المحوسبة  المسموعة و المرئية ·        القلم القارئ ·        الأنترنت من خلال الاستماع للمقرئين ·        المعلم ·        الوالدين	·        الأقران ·        التعلم التعاوني ·        تعليم الأقران ·        التعلم التبادلي ·        الكرسي الساخن ·        الممارسة و التطبيق

4  - المرونة:

حيث إن هذه الاستراتيجية هدفها تحقيق أهداف التعلم ومراعاة مصلحة الطالب، وقدراته، مع مراعاة أن الطالب قد لا يكون لديه الوعي الكامل بمصادر التعلم وخصائصها، فإن هذه الصيغة تتيح أمام الطالب حرية تغيير البدائل التي يختارها لتعلمه في مرونة تسمح له بتحقيق الأهداف، وذلك بتوجيه وإرشاد من المعلم.

على المعلم مراعاة القدرات الطلابية و تفاوتهم في التلاوة و الحفظ .

فنجد بين الطلاب المجيد و المتميز

وبينهم المتأتي و المتلعثم في التلاوة ومن يجد صعوبة في الحفظ

لذا ينبغي متابعة الفئتين

بتكثيف الجهود مع الفئة دون المستوى المطلوب في التلاوة

وتوجيهه إلى الوسائل التي تعينه في تحسين أدائه و حفظه.

وأما الفئة المجيدة لا بد من تنمية القدرات و توجيه هذه الفئات و دعمها للاستمرار و تطوير المهارات واشراكهم في العملية التعليمية بمساعدة أقرانهم على الحفظ و التلاوة .

وعلى المعلم أن يراعي الاختلافات الفردية أثناء التقويم.

مراحل استراتيجية التعلم بالتعاقد  في مادة القرآن

تمر استراتيجية التعلم بالتعاقد بمراحل ثلاثة، يتفاوض فيها المعلم مع المتعلمين، ويمكن إيجازها على النحو التالي:

       مرحلة الاندماج ((Engagement

وفيها يدرك المتعلمون الصورة العامة لما سيدرسونه وما هو مطلوب منهم تعلمه والقيام به، ويعني ذلك أن يدرك المتعلم الأهداف التي يسعى لتحقيقها، وتتضمن هذه المرحلة تفاوضاً بين المتعلمين بعضها بعضاً.

يوضح المعلم لطلابه المطلوب و المتوقع منهم تحقيقه ,فيبين لهم السورة المقرر حفظها مع بيان الفترة الزمنية لذلك مثل

1-    بحفظ الطالب  السورة  (........ ) بصورة  صحيحة و مجودة .

2-   باستخراج  معاني الكلمات

3-  البحث عن اسباب النزول إن وجد .

4-   البحث في كتب التفسير .

5-   استخراج احكام التجويد.

6-  السير على خطة الحفظ المتبعة.

7-  التسميع المستمر.

–       مرحلة الاستكشاف (Exploration)

وفيها يستكشف المتعلمون المسار الذي سيتحركون فيه عبر الموضوعات والمكونات الفرعية، مثلا أن يحفظ الطلاب في الشهر الأول الآيات ( 1- 16)

وفي كل أسبوع يتحركوا بأربع آيات

عليهم أولا تلاوة الآيات تلاوة صحيحة ومجودة.

استخراج معاني الكلمات الصعبة.

معرفة المعنى العام للآيات .

استخراج أحكام التجويد و تطبيقها.

ثم حفظ الآيات

بعدها يتم تسميع الآيات شفويا عند نهاية الأسبوع, وفي الأسبوع الذي يليه يتم التسميع كتابيا وهكذا.

كما يتعرفون مصادر التعلم المستهدفة مثل: الكتاب المقرر، أو الأقراص المدمجة، أو مواقع الإنترنت، أو التلقي من المعلم…، ويحددون الخطوات وبدائلها التي يمكن أن يسيروا فيها لإنجاز المتوقع منهم.

ويمكن للمعلم أن يعينهم في هذه المرحلة و إرشادهم إلى المصادر التي تساعدهم و هي كما بيناها في الجدول أعلاه.

–       مرحلة التأمل (Reflection)

وفيها يتأكد المتعلم من بلوغه النتائج المستهدفة وأنه تعلم ما هو متوقع منه، وأن يعي جوانب الاستفادة مما تعلمه، كما يتجاوز ذلك إلى تعرف تحديات جديدة يثيرها لما تعلمه؛ فتنمو لديه الدافعية الذاتية للتعلم المستمر لترسيخ مبدأ “ماذا بعد”

وتحدث هذه المرحلة و يتم التأكد منها بعد التقويم من قبل المعلم فيما إذا استطاع الطالب تحقيق الهدف بحفظ المقرر.

وقد يحقق ذلك شيء من التنافس بين الطلاب .

ولا بأس في أن يحدد بند لمراجعة و تثبيت ما تم حفظه

فيشجع الطالب الملتزم بسير الخطة

و الطالب المتعاون الذي يأخذ بيد زملائه في الدراسة.

ويمكن أن يتوج الطالب أو الطالبة:

 بتاج الحافظ

تاج الماهر

وهكذا

هذه مجرد محاولة لتصور هذه الإستراتيجية في تدريس القرآن الكريم

ويسعدنا مشاركتكم لنا  بخبراتكم و تجاربكم و اقتراحاتكم.

تقبلوا فائق الاحترام و التقدير.

إعداد أ/ عزة بنت محمود البريدية

معلمة مادة التربية الإسلامية