مدونة تربوية تصدر عن معلمة مادة التربية الإسلامية بمدرسة : أمامة بنت أبي العاص (11-12) مديرية التربية و التعليم بمحافظة مسقط

الأربعاء، 23 مارس 2016

شخصياتنا بين التفاضل و التكامل





دلفت الى المكتب بسرعه والقت جسدها المنهك على الكرسي ، واسدلت رأسها جانبا، ،،
ثم القت السلام وهي على هيأتها .....



اطلقت العنان لنفسها لينساب حديثها عفويا غير مغلف بعبارات مبطنة ، او جمل تشي بالحذر الماكر !!!
 قالت : إنني أحب "فلانة"  وأكن لها الخير فهي زميلة قديمة العهد معنا ، ،،



الا ان لهاثها وراء جلب المزيد من المهام والمتطلبات في العمل يربكني ويستفز غضبي عليها .
 اشعر كما لو انها تستنزف جميع طاقاتها وتستهلكها 




وهي تجري بطريقه هستيريه وراء العمل وتفتش عنه كمتحر غاضب ،،،،
 ولا ادري لما كل ذلك ؟؟؟!!!
انني لا افهمها!!



  

بعد انطلاق هذه الكلمات هدأت قليلا وبدأ جسمها يرتخي مرة اخرى بعد ان تشنجت عضلاتها أثناء حديثها .



قلت لها : هل سمعت بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ؟؟؟



ان هذا الحديث ما هو الا بحر غزيز عميق في النفس البشرية ، فلكل منا سمات وخصائص وخصال اودعها الله في نفوسنا

من صفات الخير والاحسان وما تلك الخصائص الا مفاتيحا للمجد والفوز في الدنيا والاخره ، والوصول الى اعلى درجات السلام 

الداخلي.


  نظرت الي تظرة تشي بأن اطراف الحديث ليست مترابطة على ما يبدو ولم تحك في نسيج متكامل !!!!!!!!

فأكملت حديثي خذي مثلا موقف فلانه في حبها الهستيري للعمل فتلك جبلة وخصلة جبلها الله عليها فهي لا تدعي حبها للعمل بل تجد 

في ذلك لذة واشباعا لحاجاتها الدفينه بطريقة ما ، فإذا كانت واعية لذلك صار بمقدورها ان توظف تلك الخصلة لتنال خيري الدنيا والاخره .



وهنا لا يجوز لنا بأي حال من الاحوال ان نتذمر فقط لاننا لم نجبل على تلك الخصلة ايضا !!!!

 بدأت تتبلور فكرة الحديث في ذهنها فطرحت السؤال التالي :
 وما الذي يعوقنا من توظيف تلك الخصال اذن ؟؟؟؟

فأجبتها لا شيء غير مبدأ التفاضل في النظر الى سمات الآخرين وخصالهم بالنسبة الى سماتنا وخصالنا فإما أن نعليها شأنا عظيما ونحط من أقدارنا ، او ننزلها قاعا لكي لا نجد لهم مكانا يتسع لاستيعاب وتقبل خصالهم فنسمي حبهم للعمل تعجرفا ومباهاة ونسمي كرمهم تبذيرا ورياءا !!!!!!

 قالت ببساطه : وما الحل ؟؟؟؟؟




قلت : أن يحل التكامل محل التفاضل فننظر الى ان كل واحد منا له سماته وخصاله التي تفتح له ابواب الحسنات المضاعفه،

ويصبح معها طريق النجاح واضحا وثابت الرؤيه - وان شئت فسميها مزايا - فمن اوتي خصلة الحلم والصفح مثلا فلا يجوز له ان 

يتظر الى نفسه ضعيفا للشخصية مسلوب الحقوق لمجرد رؤيته كيف تثور ثائرة احدهم عندما يتعرضون لنفس الموقف ويتوعدون 

بأغلظ الأيمان إنهم لمنتقمون ، بل عليه أن يشكر الله على ذلك ولينعم بسلامه الداخلي،   ومن أعطي خصلة الكرم والانفاق فلا يجوز 

له ان يتظر الى الاخرين بأنه المتفضل عليهم بكرمه وفضل عطاياه بل ليشكر الله على الاجور المضاعفة والأرزاق المسترسلة والسيئات المطهرة .


طرحت سؤالا اخر اتى في محله وفق تسلسل الحديث : إلا أننا نملك أيضا بعضا من السمات السيئة في شخصياتنا فالذي يعشق العمل مثلا قد يكون أشد الناس بخلا ايضا وهذه جبلة ايضا الم يسأل عليه الصلاة والسلام
" ايكون المؤمن بخيلا " ؟  فأجاب نعم.
  فأجبتها ومن اجل ذلك ايضا قال عليه الصلاة والسلام " إنما العلم بالتعلم وانما الصبر بالتصبر " 

فيما روي عنه فنحن مطالبون بمجاهدة تلك السمات في تفوسنا والسعي وراء تهذيبها وتطويعها ولا اخفي عليك سرا فأنت لو أردت ان تكوني بنفس الحماسة في العمل للزمك الامر شهورا من التدريب على مهارات عدة ان لم يكن سنوات ، وذلك هو الجهاد بينما انت نفسها لا تجدين عنتا او مشقة في الانفاق بل ما اجدك تبحثين دائما عن الوجوه المستحقة للخير وتسعين وراءها بكل حب كريح مرسله،
 بل اني سمعت احداهن تقول ان رسالتها في الحياة هي اسعاد الاخرين بالهدايا ومن هنا كما ترين فأن المعادلة موزونة بعدل الهي مطلق فكما وضعت فينا خصالا تستحق المجاهدة من اجل الارتقاء في مدارج الكمال ، اودع الله فينا خصالا يحبها وما هي الا طريقا معبدا لتلك المدارج ..... 



فاطمة البريدي

باقة شكر للأستاذة فاطمة بنت أحمد البريدية 
على التواصل البناء 
وما تتحفنا به من اسهاماتها في هذه المدونة فلها منا كل الشكر و التقدير

3 التعليقات:

  • Unknown says:
    23 مارس 2016 في 8:22 ص

    مبدعه ورائعه يا عزه بإخراجك الفني والمتألق لكل مواضيع المدونه

  • azza says:
    23 مارس 2016 في 8:35 ص

    لولا ابداعك لما وجد الاخراج الفني طريقه.
    فالشكر لك غاليتي ام جنان

  • azza says:
    23 مارس 2016 في 8:35 ص

    لولا ابداعك لما وجد الاخراج الفني طريقه.
    فالشكر لك غاليتي ام جنان

إرسال تعليق

f