بسم الله الرحمن الرحيم
لقد سئمت من صوت المنبه كل صباح وهو يؤذن بموعد العمل ، اشعر به يئز في أذني فأطفئه بتثاقل كبير.
وتتوافد الى عقلي عشرااااات ان لم تكن المئات من قائمة المهام الواجبة علي اليوم ،،،،
ينتابي شعور بالتيه ويزيدني ارباكا صوت رقيق يأتي من نفسي هل تسمعينني قليلا ؟!!!!
فأغلق بشدة ابوابها المشرعة حتى استطيع سماع صوت صغيري وهو يناديني، ثم صوت أخته وهي تبحث عن جواربها في الأنحاء ، يليه صوت متذمر من طعم رقائق الذرة مع الحليب .
لا أدري لماذا أشعر بالإستفزاز حينما تفتح نفسي أبوابها مرة أخرى وأنا في طريقي إلى العمل لا أرغب في سماعها أدير المذياع او قرصا مدمج فتغيب ذاتي وتتقوقع في غياهب النسيان !!!!!!!!
ذات نهار سمعت إحداهن تقول : حين أحال إلى التقاعد سأنتسب إلى دورة في دراسة التجويد
وسأشترك في ناد رياضي ايضا وألزم نفسي بخطة غذائية صحيه ،،،،،
تردد صدىً في داخلي يقول أو لست أيضا ممن يحمل حقيبة مثقلة بالأحلام المؤجله ؟!!!!! ولحظات الشغف المرتقبة .
هذه المرة لم أغلق الباب الموارب لذاتي الخجوله بل فتحته على مصراعيه ليصل اليّ صوتها المفعم بالحكمة العظيمة فقالت : أتدرين ياعزيزتي لما كل تلك الأحلام المؤجلة التي تنشر في قلبك الشعور بالحسرة والاسى؟!!
لأنك لا تعرفين أدوارك في الحياه بل تغرقين وسط طوفان من المهام ، وفد ترين في حال معرفتك أن أدوراك في الحياة هي زوجة وأم وموظفه فتدور رحاك بين هذه الادوار لتطحنك...
إقتربي مني قليلا لأريك دورا آخر ولكنه لا يشبه كل الأدوار التي عرفتيها في حياتك يوما ما ، فتلك الادوار ستتنصل منك يوما وتنسل ولن يبقى منها إلا الأثر.......
اقتربي أكثر لتشاهدي الدور الذي لا ينسل منك ما حييتِ، لقد وجد قبل تلك الادوار كلها ولم يكن مقرونا بأية شروط من نوع معين هل تعرفين أن هذا الدور يتوق لتحقيق أحلامك المؤجله؟ !!!!
إنه دور " الذات " أو " الأنا"
ذهلت ، تجمدت دمعتان في محجري ، أصبت ببكم إجباري فلكم رفضت أن أرتدي ثوب ذاتي !!!
في اليوم التالي أتى صوت رقيق مع صوت المنبه يطلب مني أن أبقى في الفراش لمدة خمس دقائق ‘‘‘‘
ممتنة خلالها الى نعمة الوجود ، متأملة في المعنى الجوهري للحياة شكرتني ذاتي بلطف حين سمحت لها بأداء دورها ،،
وخلال يومي الذي ما زال مزدحما بقائمه المهام بات هناك شيئا مختلفا عن ما سبق أرهفت سمعي الى ذاتي التي تنبض داخل جسدي وعقلي حدثتني قليلا عن شغفي في الحياة ‘‘‘
وأسرت لي بأن لا أهمية ان كان هذا الشغف تافها أو ذا قيمة عظمى في نظر الاخرين بل عرفته بأنه خُلِق ليمد لنا حبال السعادة والبهجة والألق، ولنشعر من خلاله بدقائق الزمن تنبض في أعماقنا.
أحببت فكرتها عن الشغف بأمر ما في الحياة وحرصت على أن أبحث عنه .....
في إحدى المرات سمعت صوت ذاتي الراقص وهي تخبرني ان لديها مهمة رائعة من أجلي أخبرتني ما رأيك لو تحصلين على جسد مترف بالحيوية والصحة والجمال ...
درتُ فرحا حول نفسي وتذكرت كم أجلت هذا الحلم ، مع وجود من يتوق الى تحقيقه ،،،
إنّ لذاتي علاقة صداقة عقدتها مع الجسد والعقل والروح فذات مرة اخبرتني كم يتلهف فكري ان يتذوق طعم انجاز معرفي حديث !!
كحضور دورة أو قراءة كتاب أو حتى رواية هادفة ، وأخبرتني كم تحتاج روحي الى أن تسمو وتزدهر ،،،،
وعدتها اخيرا بأن تظل أبوابها مشرعة دوما ووعدتني بأن لا تنيَ في الأخذ بيدي.
كتبه: أ / فاطمة البريدي
شكرا لك استاذة فاطمة البريدي على تواصلك الفعال مع مدونتنا
واتحافنا بكل جديد لديك
ما احوجنا لهذه الوقفة مع النفس وتخفيف اعباء الحياة عنها والتي اثقلت كاهلنا
الشكر لك دائما متجدد
دمت بود أختي الغالية
شكرا اك منسقتنا الاعلاميه المتألقه على الاخراج المبدع للمقال 💕