لمسة أمي

لمسة أمي

قرأت مرة عن أهمية اللمس للأطفال , وهو أمر أكدت عليه الدراسات العلمية التي خلصت إلى أهمية اللمس للطفل لا سيما المواليد الجدد ومدى تأثيره  على الصحة النفسية و الجسدية .

فقد أكدت هذه الدراسات أن الأطفال الذين يلمسون يكون معدل نموهم أسرع بـ 47 % عن الأطفال الذين لا يلمسون .

و عليه يكون الجهاز العصبي لدى هؤلاء الأطفال أكثر نضجا وأكثر نشاطا, كما أن استجابته النفسية و بنيته الجسدية أفضل من غيره مستدلين بهذا على الإعجاز النبوي  في إرشاد النبي صلى الله عليه و سلم  على أهمية المسح على رأس اليتيم مبينين لما لهذه العملية من آثار ايجابية على نفسية اليتيم و الماسح على حد سواء.

و حقيقة كنت أدرك أهمية هذا الأمر إيمانا و تصديقا بحديث الصادق المصدوق

وهو أمر أكدت عليه الفطرة السوية و غريزة الأمومة  و الأبوة ,فكثيرا ما تدفعني أمومتي و الشفقة لهذا الفعل فأجدني أمسح على رأس طفلي بحنان بالغ,  وهذا أمر استشعرت مدى حاجتي النفسية إليه كأم.

ولكنني لم استشعر حاجة طفلي الفعلية  لهذه اللمسة  ومدى  تأثيرها عليه كاليوم!!!

فمن عادة طفلي ذا الستة أعوام أن يمسك بيدي عند النوم ...

بينما كنت بجانبه انتظره ليستسلم لنومه الهانئ 

 وأنا أتصنع النوم وأتلصص بعين نصف مفتوحة لأتأكد من نومه فجأة....

امتدت يده لتتحسس يدي ... فأمسكها وأنا مستسلمة مدعية النوم ..

وارقبه بعيني ..

أخذ صغيري يمسح بيدي على خده تارة ...

ثم رفعها على رأسه و أخذ يمسح بها على رأسه فيمررها على شعره و يكرر هذه العملية

رجف قلبي لهذا المشهد  و هزني الموقف

وهنا تذكرت اليتيم ومدى حاجته لهذا الأمر وكيف أن النبي صلى الله عليه وسلم نبه لأهمية هذه اللمسات وحاجة الطفل  لها ومدى تأثرها على نفسية اليتيم .

هنا لم أملك إزاء هذه المشهد إلا أن أغرق طفلي و أغدق عليه بلمساتي التي تشبع حاجته, وتكفل له النمو الصحي السليم سواء على المستوى الجسدي أو النفسي.

وكعادتي دائما أحب أن يعبر لي طفلي عن مشاعره فأسأله عن شعوره في مثل هذه اللحظات فقلت له: " بماذا تشعر حين أمسح على رأسك"

فكانت الإجابة سريعة وحاضرة وببراءة صادقة قال:

" أشعر أني أنام في اللجنة" !!!

إجابته عقدت لساني يااااا الله وكأنك في الجنة بهذه اللمسة!!!

أعدك يا صغيري بأن أغدق عليك بهذه اللمسات

ما أمر الرسول بالمسح على رأس اليتيم إلا لتعويضه عن فقد من يقوم بهذا الفعل .

لا تبحثوا عن الثواب بالمسح على رأس اليتيم فقط, بل تلمسوا الثواب في فلذات أكبادكم , فإن كنتم غير قادرين على الحنو عليهم, فلن تكونا على غيرهم أقدر

ولا تجعلوا أبناءكم أيتاما بحرمانهم من لمساتكم الحانية.

كتبته : أ/ عزة البريدية